التعليم عن بعد وأثره في التنمية البشرية

جامعة سبها

كلية آداب وعلوم أوباري

قسم الحاسب الآلي

 

 

ملخص مشاركة بمؤتمر آداب سبها بعنوان:

التعليم عن بعد وأثره في التنمية البشرية

ورقة عمل مقدمة لمؤتمر دور العلوم الإنسانية في التنمية البشرية

في الفترة 12-14/11/2008

إعداد

عماد مرتضى عبد الغنى

كلية الآداب والعلوم – أوباري

 جامعة سبها–  ليبيا

 

2008
بسم الله الرحمن الرحيم

التعليم عن بعد وأثره في التنمية البشرية

ورقة عمل مقدمة إلى مؤتمر دور العلوم الإنسانية في التنمية البشرية في الفترة
12-14/11/2008

إعداد

عماد مرتضى عبد الغنى: عضو هيئة تدريس بكلية آداب وعلوم أوباري – جامعة سبها

مقدمة

يعتبر التعليم سواء بصفته متغيراً تابعاً للتحول المجتمعي أو محركاً أولياً لهذا التحول هو بحكم دوره وطبيعته أكثر جوانب المجتمع عرضة للتغيير، بناء على ذلك فالمتغيرات الحادة التي ينطوي عليها عصر المعلومات ستحدث بالضرورة هزات عنيفة في منظومة التعليم (فلسفته،سياسته، دوره، مؤسساته، مناهجه، أساليبه).(10)

وليس بجديد القول إن كل تغيير مجتمعي، لابد وأن يصاحبه تغيير تربوي، إلا أن الأمر نتيجة للنقلة النوعية الحادة الناجمة عن تكنولوجيا المعلومات، لا يمكن وصفه بأقل من كونه ثورة شاملة في علاقة التربية بالمجتمع. إن هناك من يرى أن النقلة المجتمعية التي ستحدثها التكنولوجيا المعلوماتية ما هي في جوهرها إلا نقلة تربوية في المقام الأول؛(10) ففي ظل التغيرات التكنولوجية السريعة والتحولات في أوضاع السوق، فإن النظام التعليمي في العالم يواجه تحدياً بخصوص الحاجة إلى توفير فرص تعليمية إضافية وذلك دون الحاجة لزيادة ميزانيات إضافية على المتعلم. لذلك فإن العديد من المؤسسات التعليمية قد بدأت تواجه هذا التحدي من خلال تطوير برامج التعليم لديها عن طريق برامج التعليم عن بعد. حيث ظهرت الحاجة إليه مع ظهور شبكة الإنترنت، و شهدت هذه التقنية في السنوات الأخيرة تطورا ملموسا مع تطور الشبكة نفسها. ففي بدايات الإنترنت كانت الوسيلة المستخدمة في التعليم عن بعد مقتصرة على النص فقط، ولكن مع التطور التكنولوجي الحديث أصبحت الوسائط المتعددة تلعبا دورا مهما في دعم العملية التعليمية.

ويتم التعليم عن بعد بشكل مبدئي عندما تفصل المسافة الطبيعية ما بين المعلم والطالب/ الطلاب خلال حدوث العملية التعليمية، حيث تستعمل التكنولوجيا مثل الصوت، الصوت والصورة، الفيديو، والمواد المطبوعة وغيرها لإيصال المادة التعليمية للمتعلم. لذا نجد أن التعليم عن بعد يأخذ أشكال متعددة تعتمد على الوسائل التكنولوجية المستخدمة، مما يعطى العديد من الفرص التعليمية المختلفة.(11)

هذه الفرص والبرامج تتيح للبالغين فرصة أخرى للتعليم الجامعي، أو تصل إلى الأشخاص الأقل حظاً سواء من حيث ضيق الوقت أو المسافة أو الإعاقة الجسدية، هذا وتساهم هذه البرامج في رفع مستوى الأساس المعرفي للعاملين وهم في موقع عملهم.

مشكلة البحث:

تواجه كل طالب علم وكل عامل في أي مؤسسة - يهدف إلى مزيد من التطور والتعلم - العديد والعديد من المشكلات، قد يستطيع البعض حل هذه المشكلة بنفسه وهو ما يسمى بالتعليم الذاتي Immanency Learningعن طريق المحاولة والخطأ، وقد يلجأ البعض إلى من هو أكثر خبرة أو من واجهته مثل هذه المشكلة فيما يسمى بالتعليم التقليدي Classical Learning، ولكن قد تواجه البعض مشكلة في كلتا الطريقتين على الرغم من فاعليتهم، فمن الممكن عدم وجود من هو أكثر خبرة في نفس المحيط الجغرافي للمتعلم، كما أنه من الممكن عدم الوصول إلى نتيجة عن طريق التعلم الذاتي Immanency Learning، على الرغم من أنه كلتا الطريقتين فعالتين إلا أنه قد يوجد بعض الصعوبات في تحقيق أي من الطريقتين.

هدف البحث:

نظراً للصعوبات التي تواجه كل طالب علم في تحصيل المعلومة التي يريدها عن طريق التعلم التقليدي أو التعلم الذاتي، دعت الضرورة إلى البحث عن طريقة أفضل للتعلم، لذلك اتجه الباحث إلى البحث عن طريقة أخرى للتعليم عن طريق التقنية الحديثة؛ موضحاً دور التعليم عن بعد والتعليم الإلكتروني وأثرهما في التنمية البشرية. ولقد هدفت هذه الورقة إلى معرفة مفهوم التعليم عن بعد والتعليم الإلكتروني، وكذلك خصائص التعليم في المجتمع الفضائي، وتطرق إلى فوائد ومزايا التعليم عن بعد والتعليم الإلكتروني، ومتطلباته، وأخيرا العوائق التي تقف أمامه.

منهجية البحث:

يقوم البحث على المنهج التحليلي الوصفي، الذي يعمل على تحليل التعليم عن بعد والتعليم الإلكتروني، ومن ثم وصف كلا النوعين من التعليم، وتحديد مزايا كل نوع وعيوبه، وأثره على المجتمع، ومتطلبات التعليم عن بعد والتعليم الإلكتروني لكلٍ من الدارس والمدرس.

مصطلحاتالبحث:

الشبكة العنقودية (شبكة الإنترنت): الانترنت هو عبارة عن عدة شبكات متداخلة مع بعضها البعض تجعل أجهزة الكمبيوتر الموجودة على هذه الشبكات تتحدث مع بعضها بلغه واحدة مشتركه بينهم. ولا يوجد تحكم مركزي في هذه الشبكة وهذا يعتبر من أهم صفات الانترنت. أو هي عبارة عن مجموعه مفككه من ملايين الحاسبات موجودة في آلاف الأماكن حول العالم ويمكن لمستخدمي هذه الحاسبات استخدام الحاسبات الأخرى للعثور على معلومات أو التشارك في ملفات.

التعليم عن بعد Distance Learning:هونقلالعلممنمراكزتجمعهفيعواصمالدولإلىمدنها البعيدةالتيلاتتوفرفيهاوسائلوسائطالمعرفةالضخمةوالمتخصصة.ويكون الاتصالبينالطالبالمتلقيوالمحاضرمتفاعل  interactive ويتيح نظامالتعليمعنبعدإمكانيةتلقىالمحاضراتمنمصدربعيدعنمكانالمحاضرة بنفسالسرعةوفىنفسزمنالتنفيذ real time applicationويمكنهذاالنظاممنبثالمحاضراتالحيةوالمسجلةبكفاءةعالية،(1) ويطلق على هذه العملية أيضا مصطلحات مثل:

Internet-Based Learning

Distributed Learning

Computer-Mediated Communication

التعليم الالكتروني:(Electronic Learning)ويطلق عليها أيضاً E-Learningهو أحد طرق التعليم عن بعد (Distance Learning)التي اتبعتها الدول الغربية منذ فترة وطورتها من خلال الشبكة العنقودية (World Web Wide). وقامت بعض الدول العربية بتبنيها، فهذه الطريقة تساهم في بناء الأفراد، فمن خلالها يتعلم الأميين أو ربات البيوت أو العاملين حسب ظروفهم وأوقاتهم وفق جداول زمنية محددة.

 (LMS): هو نظام يضم خدمات خاصة بالمحتوى التعليمي الإلكتروني يمنح الطلاب و المعلمين و المشرفين امكانية الدخول له. من هذه الخدمات صلاحيات الدخول طبقا للمستوى الممنوح للمستخدم, التحكم بالمحتوى و التعديل فيه, أدوات للتواصل, وجود مجموعات للطلاب, محادثة حية, متابعة لأداء الطلاب... الخ.(16)

SCORM:ترمز هذه الأحرف إلى (Sharable Content Object Reference Model). و هو عبارة عن بروتوكول قياسي أساسي للتواصل بين المادة التعليمية المفردة ونظام تسيير التعليم (LMS) حتى أن هذه المادة التعليمية أصبحت تسمى بـ Scoاختصارا لـ SCORMمع العلم فان المادة التعليمية هي الوحدة الأساسية للتعليم والتي تطلع بتحقيق هدفا معينا وبإمكانها أن تتواصل مع نظام تسيير معين يعرف المسير عن نتائج المتدرب والمدة الزمنية التي قضاها وكذلك تدرجه في استيعاب المادة التدريبية.(15)

المجتمعات الافتراضية: فهي مجموعات ثقافية تنشأعند التقاء مجموعة من الأشخاص بعضهم ببعض في الفضاء المعلوماتي.(8)

موضوع البحث:

خلال العقد الماضي كان هناك ثورة ضخمة في تطبيقات الحاسب التعليمي، ولا يزال استخدام الحاسب في مجال التربية والتعليم في بداياته التي تزداد يوماً بعد يوم، بل صار يأخذ أشكالا عدة، فمن الحاسب في التعليم إلى استخدام الإنترنت في التعليم، وأخيراً ظهر مفهوم التعليم عن بعد، الذي يعتمد على التقنية لتقديم المحتوى التعليمي للمتعلم بطريقة جيدة وفعالة. كما أن هناك خصائص ومزايا لهذا النوع من التعليم؛ وتبرز أهم المزايا والفوائد في اختصار الوقت والجهد والتكلفة، إضافة إلى إمكانية الحاسب في تحسين المستوى العام للتحصيل الدراسي، ومساعدة المعلم والطالب في توفير بيئة تعليمية جذابة، لا تعتمد على المكان أو الزمان.(8)

ورغم تلك الأهمية لهذا النوع من التعليم والنتائج الأولية التي أثبتت نجاح ذلك، إلا إن الاستخدام لازال في بداياته حيث يواجه هذا التعليم بعض العقبات والتحديات، سواءً أكانت تقنية تتمثل بعدم اعتماد معيار موحد لصياغة المحتوى، أم فنية وتتمثل في الخصوصية والقدرة على الاختراق، أو تربوية وتتمثل في عدم مشاركة التربويين في صناعة هذا النوع من التعليم.

ما هو التعليم عن بعد؟

يوجد عدة تعريفات للتعليم عن بعد نذكر منها:

"تلك العملية التعليمية التي يكون فيها الطالب مفصولاً أو بعيدا عن الأستاذ بمسافة جغرافية يتم عادة سدها باستخدام وسائل الاتصال الحديثة".(1)

"نظام تعليمي غير تقليدي، يمكن الدارس من التحصيل العلمي، والاستفادة من العملية التعليمية بكافة جوانبها دون الانتقال إلى موقع الدراسة، ويمكن المحاضرين من إيصال معلومات ومناقشاته للمتلقين دون الانتقال إليهم، كما انه يسمح للدارس أن يختار برنامجه التعليمي بما يتفق مع ظروف عمله، والتدريب المناسب والمتاح لديه للتعليم، دون الحاجة إلى الانقطاع عن العمل أو التخلي عن الارتباطات الاجتماعية".(1)

"نقل برنامج تعليمي من موضعه في حـرم مؤسـسـة تعليمية ما إلى أماكن متفرقة جغرافياً، ويهـدف إلى جذب طلاب لا يســتطيعون تحت الظـروف العادية الاســتمرار في بـرنامج تعليمي تقـليـدي".(10)

"التعليم عن بعد هو إحدى صيغ التعليم التي تتصف بفصل طبيعي جغرافي بين المدرس والطالب".

"هو تعليم جماهيري، يقوم على فلسفة تؤكد حق الأفراد في الوصول إلى الفرص التعليمية المتاحة، بمعنى أنه تعليم مفتوح لجميع الفئات، لا يتقيد بوقت وفئة من المتعلمين، ولا يقتصر على مستوى أو نوع معين من التعليم، فهو يتناسب وطبيعة حاجات المجتمع وأفراده وطموحاتهم وتطوير مهنهم".(15)

ويعرف كلا من "نابر" و"كول" “Naber”&”Kohle”أن التعليم الإلكتروني يتم عن طريق الشبكة العنكبوتية، تلك الشبكة التي غزت حياة الأفراد في كل مجالاتها وسهلت عملية الاتصال والتعليم. وهي في الوقت نفسه معقدة في تركيباتها وشبكاتها وبرامجها وبرمجتها. فلقد كانت التعليم القائمة على التكنولوجيا “Technology Based”بسيطة بحيث يمكن تقسيمها على الميزان الزمني “Time Scale”والميزان المكاني “Place Scale”. فالأولى مقسمة أي الميزان الزمني “Time Scale”– إلى "تزامني" “Synchronous”مثل المحاضرة والبرامج التلفزيونية أو الإذاعية وغيرها. والثانية مقسمة إلى"لا تزامني". “Asynchronousمثل أشرطة الفيديو والتسجيلات الصوتية. أما الميزان المكاني “Place Scale”فقد قسمت إلى الوسائط المنبثة (Tele-Media). على مدى مسافة زمنية كالبرامج التلفزيونية أو الإذاعية، والوسائط المحلية.(local Media)إلا أن الوسائط التعليمية المبنية على تكنولوجيا التعليم يمكن تقسيمها إلى وسائط تعليمية محددة بوقت معين مثل وقت البث التليفزيوني، وغير محددة بوقت مثل أشرطة الفيديو حيث يمكن الاستماع لها في أي وقت.(12)

ويضيف الباحثان-"نابر" و"كول" “Naber”&”Kohle”- بقولهما أن الشبكة العنقودية قد غيرت هذا كله عن طريق "الدمج"، فالتعليم يحدث في كل وقت، كما يمكن للمتعلم تخزينة للرجوع إليه في أي وقت. وقد تكون مبثة لفرد واحد في وقت واحد أو عدة أفراد في الوقت نفسه.(12)

 ومن خلال ما تم عرضة فإنه يمكن تعريف التعليم الإلكتروني على أنه ذلك النوع من التعليم القائم على شبكة الحاسب الآلي (World Web Wide)، وفيه تقوم المؤسسة التعليمية بتصميم موقع خاص بها ولمواد أو برامج معينة لها. ويتعلم المتعلم فيه عن طريق الحاسب الآلي، وفيه يتمكن من الحصول على التغذية الراجحة. ويضيف الباحث أن ذلك يجب أن يتم وفق جداول زمنية محددة حسب البرنامج التعليمي، وبذلك نصل بالمتعلم إلى التمكن مما يتعلمه. وتتعد برامج التعليم المقدمة من برامج تعليمية على مستويات متنوعة كبرامج الدراسات العليا، أو البرامج التدريبية المتنوعة.

ويعتبر التعليم الإلكتروني وسيلة من وسائل التعليم عن بعد، حيث يتلقى المتعلم مادته العلمية على هيئة أقراص CDأو DVD، فقد شهد عقد الثمانينيات اعتماد الأقراص المدمجة CDللتعليم، لكن عيبها كان واضحاً وهو افتقارها لميزة التفاعل بين المادة والمدرس والمتعلم أو المتلقي، ثم جاء انتشار الإنترنت مبرراً لاعتماد التعليم عن بعد المباشر على الإنترنت، وذلك لمحاكاة فعالية أساليب التعليم الواقعية، وتأتي اللمسات والنواحي الإنسانية عبر التفاعل المباشر بين أطراف العملية التربوية والتعليمية، ويجب أن نفرق تماماً بين تقنيات التعليم ومجرد الاتصال بالبريد الإلكتروني مثلا.(2)

وتتفاوت اختصاصات مؤسسات التعلم الإلكتروني بين مجموعة متنوعة من الخدمات، مثل الحصول على شهادة الماجستير بشكل مباشر عبر الإنترنت، أو منح الشهادات التقنية للمبرمجين والمتخصصين في مجال تقنية المعلومات وغير ذلك من المزايا الرائعة، حيث تقوم بدورها بالإجراءات اللازمة وتوفير المعايير المطلوبة لطرح برامج معترف بها للدارسة عن بعد.

ووفقاً لبعض الدارسات والأبحاث المتخصصة، تبين أن نسبة 48% من المعاهد والجامعات التقليدية كانت قد طرحت مناهجها بشكل مباشر على الإنترنت في العام 1998، في حين ارتفعت النسبة إلى 70 %في العام 2000، وفي المقابل هنالك جامعات لا تقدم خدماتها ومناهجها سوى عن طريق الإنترنت مثل جامعة إنجلوودEnglewoodوكولو Coloو كابيلا Cabela.(8)

وحققت صناعة التعلم الإلكتروني المباشر عبر الإنترنت نمواً كبيراً من 6. 3 مليار دولار في العام 2002 إلى أكثر من 23 مليار دولار في العام 2004، وذلك حسبما أظهرته الدراسات التي قامت بها مجموعة آي دي سي IDCلأبحاث السوق، مستندة بذلك على التطور الكبير في قطاع الأعمال الإلكترونية وازدياد الطلب على المحترفين والمتخصصين. ومن جهتها تقوم كل من أوراكل وساب وغيرهما من الشركات المنتجة للبرامج بالانضمام لهذا القطاع الهام وتصميم المنتجات المناسبة له.(4)

وهكذا نجد أنه لا يوجد تعريف محدد ومتفق علية للتعليم عن بعد، وأن التعريفات السابقة تشترك في بعض الخصائص الشـائعة، وأفضل تعريف له يتم من خلال توضيح هذه الخصائص والسمات المشتركة بين التعريفات السابقة، وهي:

1.    الإمداد بالتفاعل من حين إلى آخر مع المدرسين.

2.    إمداد الطالب بدراسة مستقلة وفردية.

3.    يتم تلقي الطالب للمعرفة من خلال مقررات داخل وخارج المؤسسة التعليمية.

4.    يعتمد التعليم عن بعد على احتياجات الطالب الفعلية.

أنواع التعليم عن بعد:

تختلف طرق التعليم عن بعد، وإن كانت كل صور التعليم عن بعد تحقق الهدف المرجو، فمن أنواع التعليم عن بعد "التعليم عن طريق الشبكة العنكبوتية (الإنترنت)" والذي يعتبر من أشهر أنواع التعليم عن بعد، ليس هذا فحسب بل أهم وأكثر طرق التعليم عن بعد وأكثرها اعتمادية، ولكن هناك أنواع أخرى مثل القنوات الفضائية المتخصصة والتي يتم استقبالها عبر أجهزة استقبال البث الفضائي (الرسيفر)، وتعتمد تلك القنوات الفضائية على محاضرات يتم شرحها على شاشة التلفاز كما يمكن الاتصال بتلك القنوات عن طريق الهاتف أو الإنترنت للإجابة على تساؤلات الطلاب. كما أن هناك بعض القنوات المتخصصة المزمع إنشائها والتابعة للأكاديمية البحرية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري حيث أنه تجرى حالياً الخطوات التنفيذية لإطلاق قناة التعليم الإلكتروني بالتعاون مع الأكاديمية البريطانية للتعليم الإلكتروني.(14)

كما أن البرامج التلفزيونية التعليمية التي تقدم على أغلب القنوات، والتي يحاضر بها أساتذة متخصصون في مجالات العلوم المختلفة تعتبر نوع من أنواع التعليم عن بعد؛ حيث أنه يقوم المحاضر بشرح محتوى مادته العلمية ويقوم المتعلم بالتواصل الهاتفي مع المحاضر(*).

إن التعليم عن بعد يأخذ أشكال متعددة تعتمد على الوسائل التكنولوجية المستخدمة و دور الطالب و المدرس في العملية التعليمية و يمكن تصنيف التعليم عن بعد إلى أربعة نماذج هي:(11)

1-  التدريب المعتمد على الحاسب أو الإنترنت Web/Computer-based training

2-أنظمة دعم الأداء الإلكترونية على الحاسب أو الإنترنت Web/Electronic Performance Support Systems

3-  الفصول التخيليّة الغير متزامنة Web/Virtual Asynchronous Classroom

4-  الفصول التخيليّة المتزامنة Web/Virtual Synchronous Classroom

1-التدريب المعتمد على الحاسب أو الإنترنت Web/Computer-based training

يعتبر التدريب المعتمد على الإنترنت نسخة مطورة من التدريب المعتمد على الحاسب، حيث يعتمد النموذجان على استخدام تقنيات الوسائط المتعددة من استخدام للفيديو ودمج للصوت والصورة ووجود نوع من التفاعل مع المادة التعليمية. وما يميز هذا النوع من التعليم هو إمكانية استخدامه في أي وقت، وأي مكان بوجود المدرس أو عدمه، أيضا يمتاز التعليم و التدريب عن طريق الإنترنت بسهولة تعديل المادة التعليمية، والإضافة إليها، دون الحاجة إلى عمل نسخ أخرى من القرص المدمج، كما هو الحال في التعليم والتدريب المعتمد على الحاسب.

لذا نجد أن هذا النوع من التعليم والتدريب غالبا ما يكون على شكل دروس منفصلة يتحكم في تسلسلها المتعلم أو على شكل امتحانات قصيرة أو أسئلة تدريبية. و قد يلعب دور المعلم في هذه البيئة نظام الحاسوب نفسه أو قد يكون هناك شخص آخر يقوم بدور المسهّل. أما بالنسبة للمهمة الرئيسية للنظام فهو يعمل على تزويد المتعلم بالتعليقات والنصائح والتوصيات في الدروس ومتابعة تقدم المتعلم وأيضا توجيهّه إلى المصادر الإضافية.

2- أنظمة دعم الأداء الإلكترونية على الحاسب أو الإنترنت Web/Electronic Performance Support Systems

أنظمة دعم الأداء الإلكترونية عبارة عن بيئة إلكترونية متكاملة، توفر معلومات عند الطلب، وسهلة الوصول من قبل أي متدرب. وتمتاز هذه الأنظمة بالتنظيم الجيد بحيث يمكن لأي متدرب الوصول فورا للمعلومات، والبرامج، والصور، والبيانات، والأدوات، والمساعدة، والنصيحة وذلك لتمكين المتدرب من إنجاز المستويات المطلوبة من الأداء في أسرع وقت ممكن وبحدّ أدنى من دعم الأشخاص الآخرين. مثل ما لو كنت في مصنع وحصل عطل لآلة ما بإمكانك الذهاب إلى جهاز الحاسب والاستعلام عن كيفية إصلاح العطل والبحث عن الحلول، بعد ذلك تتصرّف لتصحيح المشكلة فورا، هذا باختصار ما توفره أنظمة دعم الأداء الإلكترونية.(16)

3-الفصول التخيليّة الغير متزامنة Web/Virtual Asynchronous Classroom

شبيها بالفصول التقليدية، يعتمد نموذج الفصول التخيلية الغير متزامنة على التقاء الطلبة والمعلم عن طريق الإنترنت وفي أوقات مختلفة للعمل على قراءة الدرس، وأداء الواجبات، وإنجاز المشاريع. ما يميز هذا التعليم أن جميع المتعلّمين يشتركون في تعلم نفس المعلومات، ولكن لا يجتمعون في نفس الوقت فعليا. لذا يعتبر أهم ميزة في هذا النوع من التعليم عن التعليم التقليدي (الذي يتم وجهاً لوجه) أنه يجمع العديد من المتعلمين من مناطق جغرافية مختلفة وفي الوقت الذي يناسبهم.

بالنسبة للتفاعل في الفصول التخيلية الغير متزامنة فهو مصمّم للتعلّيم الجماعي الغير مستمر. فالمتعلّمين لا يعملون في عزلة عن المجموعة لحل مسألة أو لأداء تدريب معين كما هو الحال في نموذج التعليم المعتمد على الإنترنت، ولا يتعلّمون مهارات عملية لحل مشكلة في الوقت المناسب كما في أنظمة دعم الأداء الإلكترونية.

تتضمّن الأدوات المستخدمة في الفصول التخيليّة الغير متزامنة البريد الإلكتروني، وخدمة النّقاش على الإنترنت.

4-الفصول التخيليّة المتزامنة Web/Virtual Synchronous Classroom

من أكثر أنواع التعليم عن بعد تطورا وتعقيدا هو نموذج الفصول التخيليّة المتزامنة. حيث يلتقي المعلم والطالب/الطلبة على الإنترنت في نفس الوقت (بشكل متزامن).

تتضمن الأدوات المستخدمة في الفصول التخيليّة المتزامنة:

v    المشاركة في البرامج

v    المؤتمرات عبر الفيديو (Videoconferencing)

v    المؤتمرات عبر الصوت (Audioconferencing)

v    غرف الدردشة

فالمشاركة في البرامج مثل العمل على برنامج للقوائم أو قواعد البيانات تساعد الطلبة للعمل سويا لبناء قاعدة بيانات أو تعبئة قائمة ما، ومؤتمرات الفيديو والصوت تساعد المجموعة على التواصل الحي فيما بينهم، وغرف الحوار تساعد الطلبة على النقاش عن طريق كتابة التعليقات والرد عليها. فإذا كانت لديك أسئلة أثناء الدرس، يمكن أن تسأل معلّمك مباشرة ويمكن للجميع المشاركة في النقاش الدائر.

خصائص التعليم في المجتمع المعلوماتي (التعليم عن بعد):

الفضاء المعلوماتي هو مفهوم الفضاء حيث الكلمات والعلاقات الإنسانية والبيانات، أما المجتمعات الافتراضية: فهي مجموعات ثقافية تنشأ عند التقاء مجموعة من الأشخاص بعضهم ببعض في الفضاء المعلوماتي بوضوح وبساطة، في الماضي كانت مفاهيم التمييز أو التفريق والعضوية هي من العوامل وثيقة الصلة بتطور المجتمعات، فالأشخاص الذين يشتركون في هوايات معينة يشكلون مجتمعات من أجل مواصلة هواياتهم التي تميزهم عن باقي المجتمعات، إضافة إلى المجتمعات التي تتميز على أساس المكان فالمدينة الصغيرة أو القرية وما حولها تشكل مجتمعاً وهكذا.(8)

ومع ظهور الاتصالات الإلكترونية والواقع الافتراضي، أصبح من الصعب تحديد ماذا تعني كلمة مجتمع، المجتمعات نسجت بأنواع مختلفة وبخصائص متنوعة، لذلك كان الدخول في عالم المجتمعات الافتراضية والقدرة على التدريب عن بعد يستلزم عمليات مختلفة تماماً من الصعوبة إنجازها من قبل بعض الأشخاص. النطاق الذي يستخدم فيه الأشخاص الحاسب كوسيط للاتصال من أجل تعليم أشخاص جدد لإعادة تعليمهم أو هواياتهم أو جذبهم وضمهم إلى المجموعات أو المذاهب والمجتمعات التي يعملون فيها، تلك هي القضايا الرئيسة لبناء مجتمع يكون الحاسب الآلي فيه وسيطاً، ولذا فإن بعض الباحثين أعطوا مصطلح آخر للفرد في المجتمع الافتراضي وهو الشخصية الإلكترونية (عندما يعمل الشخص على الحاسب مع أشخاص آخرين)؛ ومن أهم خصائص الأفراد المكونين للمجتمعات الافتراضية:

1-سرعة تعلم اختيارية: أن المتعلم له مطلق الحرية في اختيار الوقت المناسب للتعلم و السرعة المناسبة في الانتهاء من الوحدات التعليمية و الدروس.

2-التعليم الذاتي:حيث يعتمد المتعلم على نفسه في فهم المعلومة و استيعابها و يستطيع إعادة الدرس أو التمارين عدد من المرات من غير الارتباط بالمجموعة.

3-منظّم جدا: تمتاز المواضيع التعليمية المطروحة في هذا النموذج بأنها ذات إجابات واضحة لا تحتاج إلى التحليل أو التفصيل و يستطيع مطوري هذا النوع من التعليم توقع ردود فعل المتعلم أو الطالب و صياغة ردود فعل مناسبة بناء على أدائهم.

مميزات التعليم عن بعد:

 يساعد التعليم الإلكتروني المتعلم في:

1-إمكانية التعلُّم في أي وقت وفي أي مكان للدرجة المطلوبة من الجامعات أو الكليات التي تقدم هذا النوع من التعليم: ("الكليات التي لا تقفل تعليمها" (The never Close for Learning Collage”أو("كليات التعلم ذات الأربع عشرين ساعة "24-hours A Day Learning Collage").(12)

2-  يساعد في حل مشكلة ازدحام قاعات المحاضرة.

3-  توسيع فرص القبول من المرتبطة بمحدودية الأماكن الدراسية.

4-زيادة إمكانية الاتصال بين الطلبة فيما بينهم، وبين الطلبة والمدرسة، وذلك من خلال سهولة الاتصال ما بين هذه الأطراف في عدة اتجاهات مثل مجالس النقاش، البريد الإلكتروني، غرف الحوار. حيث أن هذه الأشياء تزيد وتحفز الطلاب على المشاركة والتفاعل مع المواضيع المطروحة.(13)

5-  المساهمة في وجهات النظر المختلفة للطلاب:

المنتديات الفورية مثل مجالس النقاش وغرف الحوار تتيح فرص لتبادل وجهات النظر في المواضيع المطروحة، مما يزيد فرص الاستفادة من الآراء والمقترحات المطروحة، ودمجها مع الآراء الخاصة بالطالب، مما يساعد في تكوين أساس متين عند المتعلم، وتتكون عنده معرفة وآراء قوية وسديدة، وذلك من خلال ما اكتسبه من معارف ومهارات عن طريق غرف الحوار.(14)

6-  الإحساس بالمساواة:

بما أن أدوات الاتصال تتيح لكل طالب فرصة الإدلاء برأيه في أي وقت ودون حرج، خلافاً لقاعات الدرس التقليدية التي تحرمه من هذا الميزة إما لسبب سوء تنظيم المقاعد، أو ضعف صوت الطالب نفسه، أو الخجل، أو غيرها من الأسباب، لكن هذا النوع من التعليم يتيح الفرصة كاملة للطالب، لأنه بإمكانه إرسال رأيه وصوته من خلال أدوات الاتصال المتاحة من بريد إلكتروني، ومجالس النقاش، وغرف الحوار.(8)

هذه الميزة تكون أكثر فائدة لدى الطلاب الذين يشعرون بالخوف والقلق، لأن هذا الأسلوب في التعليم يجعل الطلاب يتمتعون بجرأة أكبر في التعبير عن أفكارهم، والبحث عن الحقائق أكثر مما لو كانوا في قاعات الدرس التقليدية. وقد أثبتت الدراسات أن النقاش على الخط يساعد ويحث الطلاب على المواجهة بشكل أكبر.

7-  تقليل حجم العمل في المدرسة:

التعليم الالكتروني وفر أدوات تقوم بتحليل الدرجات والنتائج والاختبارات، وكذلك وضع إحصائيات عنها وبإمكانها أيضا إرسال ملفات وسجلات الطلاب إلي مسجل الكلية.(5)

8-  سهولة الوصول إلى المعلم:

أتاح التعليم الإلكتروني سهولة كبيرة في الحصول على المعلم والوصول إليه في أسرع وقت، وذلك خارج أوقات العمل الرسمية، لأن المتدرب أصبح بمقدوره أن يرسل استفساراته للمعلم من خلال البريد الإلكتروني، وهذه الميزة مفيدة وملائمة للمعلم أكثر بدلا من أن يظل مقيداً على مكتبه. وتكون أكثر فائدة للذين تتعارض ساعات عملهم مع الجدول الزمني للمعلم، أو عند وجود استفسار في أي وقت لا يحتمل التأجيل.(14)،(7)

9-  إمكانية تحوير طريقة التدريس:

من الممكن تلقي المادة العلمية بالطريقة التي تناسب الطالب، فمنهم من تناسبه الطريقة المرئية، ومنهم تناسبه الطريقة المسموعة أو المقروءة، وبعضهم تتناسب معه الطريقة العملية، فالتعليم الإلكتروني ومصادره تتيح إمكانية تطبيق المصادر بطرق مختلفة وعديدة تسمح بالتحوير وفقاً للطريقة الأفضل بالنسبة للمتدرب.(8)

10-         ملائمة مختلف أساليب التعليم:

التعليم الإلكتروني يتيح للمتعلم أن يركز على الأفكار المهمة أثناء كتابته وتجميعه للمحاضرة أو الدرس، وكذلك يتيح للطلاب الذين يعانون من صعوبة التركيز وتنظيم المهام الاستفادة من المادة، وذلك لأنها تكون مرتبة ومنسقة بصورة سهلة وجيدة والعناصر المهمة فيها محددة.(3)

11-         المساعدة الإضافية على التكرار:

هذه ميزة إضافية بالنسبة للذين يتعلمون بالطريقة العملية، فهؤلاء الذين يقومون بالتعليم عن طريق التدريب إذا أرادوا أن يعبروا عن أفكارهم فإنهم يضعوها في جمل معينة، مما يعني أنهم أعادوا تكرار المعلومات التي تدربوا عليها وذلك كما يفعل الطلاب عندما يستعدون لامتحان معين.

12-         اعتماد طرق التدريس المتبعة على توظيف التقنيات التعليمية الحديثة في التدريس.(6)

13-         توفر المناهج طوال اليوم وفي كل أيام الأسبوع (24 ساعة في اليوم 7أيام في الأسبوع):

هذه الميزة مفيدة للأشخاص المزاجيين أو الذين يرغبون التعليم في وقت معين، وذلك لأن بعضهم يفضل التعلم صباحاً والآخر مساءاً، كذلك للذين يتحملون أعباء ومسئوليات شخصية، فهذه الميزة تتيح للجميع التعلم في الزمن الذي يناسبهم.(8)

14-         الاستمرارية في الوصول إلى المناهج:

هذه الميزة تجعل الطالب في حالة استقرار، ذلك أن بإمكانه الحصول على المعلومة التي يريدها في الوقت الذي يناسبه، فلا يرتبط بأوقات فتح وإغلاق المكتبة، مما يؤدي إلى راحة الطالب وعدم إصابته بالضجر.(5)

15-         عدم الاعتماد على الحضور الفعلي:

لا بد للطالب من الالتزام بجدول زمني محدد ومقيد وملزم في العمل الجماعي بالنسبة للتعليم التقليدي، أما الآن فلم يعد ذلك ضرورياً، لأن التقنية الحديثة وفرت طرق للاتصال دون الحاجة للتواجد في مكان وزمان معين، لذلك أصبح التنسيق ليس بتلك الأهمية التي تسبب الإزعاج.(8)

16-         الاستفادة القصوى من الزمن:

إن توفير عنصر الزمن مفيد وهام جداً للطرفين المعلم والمتعلم، فالطالب لديه إمكانية الوصول الفوري للمعلومة في المكان والزمان المحدد، وبالتالي لا توجد حاجة للذهاب من البيت إلى قاعات الدرس أو المكتبة أو مكتب الأستاذ، وهذا يؤدي إلى حفظ الزمن من الضياع، وكذلك المعلم بإمكانه الاحتفاظ بزمنه من الضياع لأن بإمكانه إرسال ما يحتاجه الطالب عبر خط الاتصال الفوري.(5)

17-         سهولة وتعدد طرق تقييم تطور الطالب:

 وفرت أدوات التقييم الفوري على إعطاء المعلم طرق متنوعة لبناء وتوزيع وتصنيف المعلومات بصورة سريعة وسهلة للتقييم.(9)

18-         الإمداد بالتفاعل من حين إلى آخر مع المدرسين.

19-         إمداد الطالب بدراسة مستقلة وفردية.

20-         يتم تلقي الطالب للمعرفة من خلال مقررات داخل وخارج المؤسسة التعليمية.

21-         يعتمد التعليم عن بعد على احتياجات الطالب الفعلية.

22-   ويمكن إضافة: التمكن من تدريب وتعليم العاملين وتأهيلهم بما قد يجد دون الحاجة إلى ترك أعمالهم وإيجاد بديل، إضافة إلى تعليم ربات البيوت مما يسهم في رفع نسبة المتعلمين والقضاء على الأمية.

أهداف التعليم عن بعد:

تسعي معظم برامج التدريب عن بعد في مختلف أنحاء العالم إلي تحقيق مجموعة من الأهداف نذكر منها.(14)

1-سد النقص في أعضاء هيئة التدريس والمدربين المؤهلين في بعض المجالات، كما يعمل علي تلاشي ضعف الإمكانيات.(14)

2- جعل التدريب أكثر مرونة وتحريره من القيود المعقدة، حيث تتم الدراسة دون وجود عوائق زمنية ومكانية كالاضطرار للسفر لمراكز الجامعات ومعاهد التدريب.

3-  تحقيق العدالة في فرص التدريب، وجعل التدريب حقاً مشاعاً للجميع.

4-  خفض كلفة التدريب وجعله في متناول كل فرد من أفراد المجتمع بما يتناسب وقدراته، ويتماشى مع استعداداته.

5-  الإسهام في رفع المستوي الثقافي والعلمي والاجتماعي لدي أفراد المجتمع.

6-  العمل علي التدريب والتعليم المستمر.

7-العمل علي توفير مصادر تعليمية متنوعة ومتعددة مما يساعد علي تقليل الفروق الفردية بين المتدربين، وذلك من خلال دعم المؤسسات التدريبية بوسائط وتقنيات تعليم متنوعة وتفاعلية.

معوقات التعليم عن بعد:

   التعليم عن بعد كغيرة من طرق التعليم الأخرى لديه معوقات تعوق تنفيذه ومن هذه العوائق:

1-  تطوير المعايير:

يواجه التعليم الإلكتروني مصاعب قد تطفئ بريقه وتعيق انتشاره بسرعة؛ وأهم هذه العوائق قضية المعايير المعتمدة، فما هي هذه المعايير وما الذي يجعلها ضرورية؟ لو نظرنا إلى بعض المناهج والمقررات التعليمية في الجامعات أو المدارس، لوجدنا أنها بحاجة لإجراء تعديلات وتحديثات كثيرة نتيجة للتطورات المختلفة كل سنة، بل كل شهر أحيانا؛ فإذا كانت الجامعة قد استثمرت في شراء مواد تعليمية على شكل كتب أو أقراص مدمجة CD، ستجد أنها عاجزة عن تعديل أي شيء فيها ما لم تكن هذه الكتب والأقراص قابلة لإعادة الكتابة وهو أمر معقد حتى لو كان ممكنا. ولضمان حماية استثمار الجهة التي تتبنى التعليم الإلكتروني لا بد من حل قابل للتخصيص والتعديل بسهولة.(7)

أطلق مؤخرا في الولايات المتحدة أول معيار للتعليم الإلكتروني المعتمد على لغة XML، واسمه سكورم Standard Sharable Content Object Reference Model (SCORM) 1. 2

2-             الأنظمة والحوافز التعويضية:

 من المتطلبات التي تحفز وتشجع الطلاب على التعليم الإلكتروني؛ حيث لازال التعليم الإلكتروني يعاني من عدم وضوح في الأنظمة والطرق والأساليب التي يتم فيها التعليم بشكل وواضح، كما أن عدم البت في قضية الحوافز التشجيعية لبيئة التعليم هي إحدى العقبات التي تعوق فعالية التعليم الإلكتروني.(8)

3-  التسليم المضمون والفعال للبيئة التعليمية.(14)

-       نقص الدعم والتعاون المقدم من أجل طبيعة التعليم الفعالة.            

-       نقص المعايير لوضع وتشغيل برنامج فعال ومستقل.          

-       نقص الحوافز لتطوير المحتويات.

4-  علم المنهج أو الميثودولوجيا Methodology:

   غالباً ما تؤخذ القرارات التقنية من قبل التقنيين أو الفنيين، معتمدين في ذلك على استخداماتهم وتجاربهم الشخصية، وغالباً لا يؤخذ بعين الاعتبار مصلحة المستخدم، أما عندما يتعلق الأمر بالتعليم فلا بد لنا من وضع خطة وبرنامج معياري، لأن ذلك يؤثر بصورة مباشرة على المعلم (كيف يعلم) وعلى الطالب (كيف يتعلم). و هذا يعني أن معظم القائمين في التعليم الإلكتروني هم من المتخصصين في مجال التقنية أو على الأقل أكثرهم، أما المتخصصين في مجال المناهج والتربية والتعليم فليس لهم رأي في التعليم الإلكتروني، أو على الأقل ليسوا هو صناع القرار في العملية التعليمية. ولذا فإنه من الأهمية بمكان ضم التربويين والمعلمين والمدربين في عملية اتخاذ القرار.(8)

5-  الخصوصية والسرية:

إن حدوث هجمات على المواقع الرئيسية في الإنترنت، أثرت على المعلمين والتربويين، ووضعت في أذهانهم العديد من الأسئلة حول تأثير ذلك على التعليم الإلكتروني مستقبلاً، ولذا فإن اختراق المحتوى والامتحانات من أهم معوقات التعليم الإلكتروني.(14)

6-  التصفية الرقمية Digital Filtering:

هي مقدرة الأشخاص أو المؤسسات على تحديد محيط الاتصال والزمن بالنسبة للأشخاص، وهل هناك حاجة لاستقبال اتصالاتهم، ثم هل هذه الاتصالات مقيدة أما لا، وهل تسبب ضرر أو تلف، ويكون ذلك بوضع فلاتر أو مرشحات لمنع الاتصال، أو إغلاقه أمام الاتصالات غير المرغوب فيها، وكذلك الأمر بالنسبة للدعايات والإعلانات.(1)

7-  مدى استجابة الطلاب مع النمط الجديد وتفاعلهم معه.

8-  مراقبة طرق تكامل قاعات الدرس مع التعليم الفوري، والتأكد من أن المناهج الدراسية تسير وفق الخطة المرسومة لها.

9-زيادة التركيز على المعلم وإشعاره بشخصيته وأهميته بالنسبة للمؤسسة التعليمية، والتأكد من عدم شعوره بعدم أهميته وأنه أصبح شيئاً تراثياً تقليدياً.(16)

10-         وعي أفراد المجتمع بهذا النوع من التعليم عدم الوقوف السلبي منه.

11-         توفر مساحة واسعة من الحيز الكهرومغناطيسي Bandwidthوتوسيع المجال للاتصال اللاسلكي.

12-   الحاجة المستمرة لتدريب ودعم المتعلمين والإداريين في كافة المستويات، حيث أن هذا النوع من التعليم يحتاج إلى التدريب المستمر وفقاً للتجدد التقنية..

13-         الحاجة إلى تدريب المتعلمين لكيفية التعليم باستخدام الإنترنت.

14-         الحاجة إلى نشر محتويات على مستوى عالٍ من الجودة، ذلك أن المنافسة عالمية.

15-   تعديل كل القواعد القديمة التي تعوق الابتكار ووضع طرق جديدة تنهض بالابتكار في كل مكان وزمان للتقدم بالتعليم وإظهار الكفاءة والبراعة.

ومن الصعوبات التى تواجه تطبيق التعليم الإلكتروني أيضاً:(12)

أ- من ناحية المتعلمين:

1-  صعوبة التحول من طريقة التعلم تقليدية إلى طريقة تعلم حديثة بصورة مباشرة.

2-  صعوبة تطبيقه في بعض المواد. مثل تلك المواد التي تعتمد على الزيارات الميدانية، أو المعامل.

3-  صعوبة الحصول على أجهزة حاسب آلي لدى بعض الطلاب.

4-  قد يؤدي توجيه بعض المعلمين أحيانا إلى عدم الفهم الجيد واللبس.

أ- من ناحية المعلمين:

1-  صعوبة التعامل مع متعلمين غير معتادين أو مدربين على التعلم الذاتي.

2-  صعوبة التأكد من تمكن الطالب من مهارة استخدام الحاسب الآلي.

3-درجة تعقد بعض المواد. فهناك مواد تعليمية تصلح للتعليم الإلكتروني المباشر، وتحقق فعالية كبيرة، وهناك مواد لا تصلح، فمثلا يمكنني أن أشرح لك مطولاً عن ظاهرة علمية طبيعية، ولكن لرحلة مدرسية أو الذهاب إلى المختبر، ومشاهدة هذه الظاهرة بصورة مباشرة أن يغني عن كل الجهد الذي يمكن أن نبذله في نظام التعليم الإلكتروني المباشر لشرح تلك الظاهرة، أي أن مادة التعليم الإلكتروني المباشر يجب أن تكون مناسبة له وملائمة لأسلوبه، ولذلك يمكننا القول وبكل ثقة أنه يمكن اعتماد التدريب الإلكتروني المباشر بصورة ناجحة كمتمم لأساليب التعليم التربوية الأساسية، وذلك لتطوير الموارد المتاحة للطلاب، لتدريبهم على استخدام التقنية، لتحسين التعلم وإيجاد مدارس أكثر مرونة، وزيادة تفاعل أولياء الطلبة في العملية التعليمية، إضافة لزيادة وصول الطلاب وإتاحة التقنية لهم، وتوسيع فرص التطوير المهني للمعلمين، ويمكن للتقنية أن تعزز قدرات الطلاب والمدرسين والتربويين.(8)

4-  الجهد والتكلفة المادية التي قد تكون مرتفعة على بعض الطلاب.

5-  مشكلة حقوق الطبع: وصعوبة استفادة المعلمين من المصادر التعليمية الأخرى.

البيئة التعليمية للتعليم عن بعد:

تتكون البيئة التعليمية للتعليم عن بعد من الآتي:

أولاً: مكونات أساسية Major Playersوهى المكونات البشرية.

ثانياً: مكونات مساعدة وتنقسم إلى:

                                              ‌أ)          أجهزة Hardware.

                                           ‌ب)       برمجيات Software.

                                            ‌ج)        محطات العمل Workstation.

أولاً: المكونات الأساسية (Major Players):

1-المعلم: ويتطلب فيه توافر الخصائص التالية: