مستوى التفكير

مستوى التفكير

مستوى التفكير: 

إن مستوى التعقيد في التفكير يعتمد بصورة أساسية على مستوى الصعوبة والتجريد في المهمة المطلوبة. فعندما يسأل الفرد عن اسمه أو رقم هاتفه، فإنه يجيب بصورة آلية ودون أن يشعر بالحاجة إلى أي جهد عقلي. ولكن إذا طلب إليه أن يعطي تصوراً للعالم بدون كهرباء أو بدون أجهزة كمبيوتر، فإنه لا شك سيجد نفسه أمام مهمة أكثر صعوبة، وتستدعي القيام بنشاط عقلي أكثر تعقيداً واستناداً إلى ذلك فقد ميز الباحثون في مجال التفكير بين مستويين للتفكير هما: 
1 ـ تفكير من مستوى أدنى أو أساسي. 
2 ـ تفكير من مستوى أعلى أو مركب. 
ويتضمن التفكير الأساسي مهارات كثيرة من بينها المعرفة (اكتسابها وتذكرها) والملاحظة والمقارنة والتصنيف. 
وهي مهارات يتفق الباحثون على أن إجادتها أمر ضروري قبل أن يصبح الإنتقال ممكناً لمواجهة مستويات التفكير المركب بصورة فعالة. إذ كيف يمكن لشخص لا يعرف شيئاً عن طبيعة جهاز الحاسوب واستعمالاته أن يقدم تصوراً لعالم يخلو من أجهزة الحاسوب. 
أما التفكير المركب، فقد أورد أحد الباحثين المختصين بموضوع التفكير ـ خصائصه على النحو التالي: 
1 ـ لا تقرره علاقات رياضية لوغاريتمية، بمعنى أنه لا يمكن تحديد خط السير فيه بصورة وافية بمعزل عن عملية تحليل المشكلة. 
2 ـ يشتمل على حلول مركبة أو متعددة. 
3 ـ يتضمن إصدار حكم أو إعطاء رأي. 
4 ـ يستخدم معايير أو محكات متعددة. 
5 ـ يحتاج إلى مجهود. 
6 ـ يؤسس معنى للموقف. 
ويتطور التفكير عند الأطفال بتأثير العوامل البيئية والوراثية. وبالرغم من تباين نظريات علم النفس المعرفي من تحديد مراحل تطور التفكير وطبيعتها. إلا أن العمليات العقلية والأبنية المعرفية تتطور بصورة منتظمة أو متسارعة، وتزداد تعقيداً وتشابكاً مع التقدم في مستوى النضج والتعلم. خاصة إذا اعتمدنا مستوى الصعوبة في نشاطات التفكير أو العمليات العقلية. ويشدد الباحث «مور» على أن الكمال في التفكير أمر بعيد المنال، وأن إيجاد حل مرض لكل مشكلة أمر غير ممكن، وأن الشخص الذي يتوقع إيجاد حل لكل مشكلة واتخاذ قرار صائب في كل مرة هو شخص غير واقعي، يشبه لاعب كرة السلة الذي يتوقع أن يسجل في كل مرة يسدد فيها كرته باتجاه الهدف.

 
أبو عمار الأنصاري